تجار المواقف

المقاله تحت باب  مقالات و حوارات
في 
10/08/2007 06:00 AM
GMT



ليس علينا خلة و لا جناح أن نكتب بحرية و نتحرى الصدق بكلماتنا و خصوصا ننحن نعرف جيدا إن الأفكار إذا ما ابتعدت عن الجدية و الموضوعية صارت أفكار و ثقافة الاستجداء على أرصفة السلاطين و لعل أكثر من جنى على الفكر الحر تلك الأقلام التي صارت بيد المعتاشين على موائد الحروف و الكلمات و باتت لعبة المديح و الثناء و الإطراء سبيل الأقلام المعوجة التي تشتري و تبيع بالحروف و الكلمات و لم يبقوا أصحاب التجارة الجديد للشعراء المهووسين بعطاء السلطان شيء إذا صارت عندنا فئة تسمى الكتاب اليوم يتبعهم الغاوون الم تراهم في كل حزب و سلطان يهيمون

هولاء جناة القلم هولاء من جفت الصحف على أيديهم و تحول الإبداع و فن الجمال الفكري إلى أكذوبة و مجر سواد يملأه بصفحات الورق

أين تلك المبادىء التي كان يتمتع بها الرواد الأوائل. أين الأمانة العلمية و الياقة الفكرية و الذوق الرفيع. أين نسق الجُمل و صلابة الكلمة التي لم تهزها الرياح العواتي أين الكلمة التي أسقطت عروشا وأحدثت الثورات أين الفكر و العلم و الثقافة و الإبداع

أين مصفى العسل و لُباب القمح و نسائج القز أين الجمال و الرصانة و الفن. أين الصدق و الإخلاص و التفاني. أين القلم الذي حمل دم صاحبه. أين الفكر الذي علا بفلسفته. أين الكُتاب و المُثقفون . أين الرواد الأوائل. أين شرفاء القلم و الكلمة

أين انتم فهذه الحقيقة هي ابنتكم فلما تؤدوها فهي منبع الحياة و سر البقاء.

لا تبيعوا الكلمة بثمن بخس أو دراهم معدودة فان للكلمة موقف و للرجال كلمة.

ارحموا الحكمة يا سُراق الجمل و المفردات و يا تجار المبدأ و الموقف

بقلمكم نزف العراق بقلمكم قتل العراق بقلمكم تقسم العراق

و ها أنا استفهم مع الملائكة لما تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ليت الله لم يعلمكم بالقلم و ليته لم يعلم الإنسان ما لم يعلم و إن الحكمة إذا ذهبت إلى غير أهلها ظلمت و قهرت و ذهب بريقها

و بالحديث شجون !!!